رام الله- عقد في مقر سلطة المياه اليوم اجتماع مجموعة العمل القطاعية العاملة في قطاع المياه برئاسة رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم وبحضور ممثلي الجهات المانحة، ومنظمات الأمم المتحدة. والذي جاء لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي طال جميع مناحي الحياة.
حيث تطرق المهندس غنيم في بداية اللقاء الى العدوان الاسرائيلي الهمجي وغير مسبوق بكل المعايير والمستمر منذ أكثر من مائة يوم استهدف خلالها المدنيين و الخدمات الأساسية بما فيها المياه و الصرف الصحي، ومنع إدخال المتطلبات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود كعقاب جماعي ضد المواطنين في غزة.
واكد م. غنيم على انه اليوم وفي ظل العدوان أصبحت سلطة المياه تعمل بشكل إغاثي لتوفير الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة والمقدرة بنحو 15 لتر للفرد في اليوم وذلك بسبب تعطل معظم أنظمة المياه والصرف الصحي في القطاع. حيث يُقدر اليوم اجمالي المياه المتوفرة حالياً وبشكل غير ثابت يخضع لتوفر الوقود بحوالي 20-25 % من مجمل المياه المتاحة في القطاع قبل العدوان .ونوه الوزير غنيم في هذا الجانب الى أن كميات المياه التي تصل المواطن تتباين بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي و المياه المزودة و الدمار الحاصل في البنية التحتية وعمليات النزوح المستمرة، حيث تتراوح معدلات المياه المزودة للمواطن ما بين 3 -20 لتر يوميا.
أما قطاع الصرف الصحي فإن جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي القائمة في غزة أصبحت خارجة الخدمة منذ بداية العدوان الاسرائيلي وحتى اليوم جراء انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر الوقود الكافي ، الى جانب عدم قدرة الطواقم الفنية على الوصول لتشغيل هذه المحطات وتعطل أنظمة التحكم عن بعد بسبب عدم توفر الاتصالات.
كما استعرض رئيس سلطة المياه الأعمال التي قامت سلطة المياه بتنفيذها منذ بدء العدوان، ضمن الإمكانيات المتاحة بالتعاون مع جميع الشركاء والأطراف ذات العلاقة والتي تركزت على الوقوف على أوضاع المصادر المائية، ومحاولة تشغيل ما يمكن منها وتوصيل المياه من نقاط التزود للمواطنين، وكذلك القيام بأعمال الصيانة الطارئة وتوسعة لمناطق الخدمة.
كذلك تطرق الوزير غنيم الى الوضع المائي في الضفة الغربية في ظل التصعيد الاسرائيلي اليومي واستهداف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وما يتعمده جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحاماته المتكررة في الضفة الغربية ،من عمليات التدمير والتجريف الممنهج للطرق والبنية التحتية المائية وهو ما ينعكس على استدامة خدمات المياه و الصرف الصحي، مما تحتم القيام بعمليات الإغاثة وترميم البنية التحتية وإصلاح ما يتم تدميره من قبل الاحتلال بعد كل اقتحام جديد، مؤكدا على ان هذا التدمير ينعكس بشكل سلبي على الجهود المبذولة لتطوير القطاع وتحقيق استدامتها.
وفي ختام كلمته طالب الوزير غنيم الشركاء بضرورة القيام بخطوات عاجلة أهمها ضرورة اتخاذ مواقف حازمة وخطوات عملية من المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف استخدام الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه و الصرف الصحي والكهرباء كعقاب جماعي ضد أبناء شعبنا، الى جانب إجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي الإنساني والذي في غيابه يحضر الموت والدمار.
كما طالب الشركاء بضرورة العمل الجاد لإدخال كميات كافية من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي بشكل عاجل. وتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بإتخاذ خطوات عاجلة بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن بما في ذلك مدينة غزة وشمال القطاع ودون أية عوائق، وتوفير الدعم المطلوب بالتنسيق مع سلطة المياه فيما يخص جميع التدخلات المراد تنفيذها لتتمكن من القيام بدورها في مرحلة الطوارئ الحالية و التي تحتم العمل المشترك.
نائب رئيس مجموعة العمل القطاعية السيد بنجامين أنكر ومدير التعاون في الممثلية الهولندية فقد اكد من جانبه على أن الاجتماع اليوم يعقد في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها قطاع غزة في ظل انعدام المياه ووقف محطات المعالجة والتي تتطلب تدخلات عاجلة لتوفير الاحتياجات الأساسية مثمنا جهود سلطة المياه وما قامت به من أعمال في ظل هذه الظروف الصعبة والمخاطر المحدقة.
من جانبه اكد السيد استيفان امبلاد رئيس البنك الدولي على أهمية توفير الدعم اللازم للجوانب الإنسانية ، مشيرا إلى دور البنك الدولي ودعمه في الجانب الانساني الطارىء في ظل الوضع الراهن في قطاع غزة بما يشمل القطاع الطبي والمائي ومؤكدا على خطة البنك في توفير الدعم المالي اللازم لعمليات الاغاثة الحالية.
وتم خلال اللقاء اطلاع الحضور على تفاصيل شاملة لطبيعة الوضع والذي يتغير يوما بعد آخر في ظل استمرار العدوان وكذلك الاحتياجات التي يجب العمل عليها لضمان توفير المتطلبات الأساسية والتي قسمت على ثلاث مراحل بحيث يتم التركيز خلال المرحلة الأولى على التدخلال العاجلة والانسانية لتوفير المياه وتشغيل محطات التحلية والمعالجة لدرء مخاطر الأوبئة وانتشار الأمراض.