أكد رئيس سلطة المياه الوزير م. مازن غنيم أن قطاع غزة يمر بأزمة مياه كارثية، مطالباً جميع الجهات بالتحرك لإنقاذ الوضع، حيث أنه لا يوجد مجال للتأخير وسط تصاعد مستمر في حدة الأزمة والتلوث الذي طال 97 في المائة من المياه الجوفية.
جاء ذلك خلال كلمة للوزير غنيم في الاحتفال الذي نظمته سلطة المياه بالشراكة مع مصلحة مياه بلديات الساحل بدعم من وكالة التنمية النمساوية في محطة التحلية المحدودة في دير البلح وسط غزة.
وشارك في الحفل وزير الأشغال العامة والإسكان د. مفيد الحساينة، ومسئولين في سلطة المياه والمصلحة وعدد من رؤساء البلديات وجمع غفير من موظفي وطواقم المياه والصرف الصحي وعدد من المؤسسات المحلية والدولية العاملة في قطاع المياه، حيث افتتحه نائب رئيس سلطة المياه م. ربحي الشيخ مرحباً بالوزراء والمشاركين، فيما على أهمية استمرار الحراك الدولي لتسليط الضوء على الأزمة المائية وحلها والالتفات إلى ما يواجهه نحو مليوني مواطن في غزة من أوضاع إنسانية مأساوية.
وحذر غنيم في كلمته من استمرار الاستنزاف للخزان الجوفي في ظل شح الموارد والإمكانات، مشيراً إلى أن هناك سباقاً مع الزمن لتنفيذ سلسلة من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تعزيز مصادر المياه وضمان استدامتها قبل عام 2020، الذي يعتبر مؤشراً للوضع الإنساني الصعب في القطاع.
وتطرق إلى ملف التحلية الذي يعتبر ملفاً محورياً في هذا الجانب، ومن ذلك محطة التحلية المركزية (55 مليون م3 سنوياً)، و3 محطات محدودة الكمية (أكثر من 13 مليون م3 سنوياً)، وأعمال ملحقة تشمل الخط الناقل الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
وأشار إلى مشاريع معالجة المياه العادمة، والتي تضم ثلاث محطات مركزية في شمال ووسط وجنوب القطاع، وتعمل هذه المشاريع على تعزيز استخدام موارد المياه البديلة في الري والزراعة ما يخفف حدة استهلاك المياه الجوفية من جهة وتعزيز الخطط الزراعية من جهة أخرى.
ولفت الوزير غنيم إلى يوم المياه العالمي الذي اعتمد كمناسبة عالمية في عام 1993، وما يشير إليه ذلك من تركيز على أهمية المياه في حياة الإنسان، وأنه الحصول عليها أمر يدخل ضمن حقوقه الأساسية.
وأوضح أن عنوان هذا اليوم خلال هذا العام وهو "المياه والوظائف" يذكر الجميع بدور هؤلاء الجنود المجهولين من طواقم المياه بمختلف تخصصاتهم ومهامهم، والذين يعملون بدون كلل أو ملل لأداء واجباتهم تجاه أبناء شعبهم في كل الظروف.
وقال إن نحو 890 موظفاً وموظفة يعملون في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والبلديات العاملة في قطاع المياه في غزة، إضافة إلى عشرات المؤسسات الدولية والمحلية التي تنفذ مشاريع لها علاقة بالمياه والصرف الصحي على المستوى الطارئ والتنموي والمستدام.
وأضاف: "هناك من بيننا من عملوا لسنوات بل لعقود في قطاع المياه، ومنهم من ضحى بدمه شهيداً أو جريحاً خلال أداء مهامه خلال الحروب المتعاقبة على غزة، ومنهم من تقاعدوا ولكن يظل عملهم وما بذلوه من عطاء في خدمة وطنهم أمراً يستحق التقدير والوفاء منا جميعاً".
وتحدث رئيس سلطة المياه في هذا الإطار عن جهود إعادة إعمار الأضرار في المنشآت والمرافق المائية في غزة التي نجحت إلى حد كبير في هدفها، وإن كانت هناك حاجة لتوفير مزيد من الدعم لاستكمال هذه الجهود لتأمين خدمات أفضل للمواطنين.
وفي ذلك، أكد وزير الأشغال د. مفيد الحساينة استمرار الحكومة في مساعيها لتأمين احتياجات القطاعات المختلفة وتنفيذ برامج إعادة الإعمار، ومن ذلك العجز الذي تواجهه مشاريع إعادة الإعمار في قطاع المياه.
ونقل الحساينة تحية من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله لطواقم وموظفي المؤسسات العاملة في قطاع المياه، مشدداً على أن الحكومة تبذل كافة جهودها لتوفير الدعم اللازم لتنفيذ مشاريع المياه.
وقال وزير الأشغال إن "الارتقاء بهذا القطاع الحيوي خاصة بالنسبة لأهالي غزة يعتبر أولوية لدى الحكومة وذلك في ظل أزمة المياه الراهنة، سنسعى جميعاً إلى إعطاء هذا الأمر مزيداً من الإهتمام".
ودعا جميع الشركاء المحليين والدوليين إلى "دعم هذا التوجه والوقوف إلى جانبه حتى تتحقق أهدافنا الوطنية، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة". وعبر عن تقديره لجهود سلطة المياه وعملها الدؤوب لتنفيذ هذه المشاريع، مؤكداً دعم الحكومة المتواصل لها.
بدوره، عبر رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه بلديات الساحل عن أمله بأن تستكمل مختلف البرامج الرامية في أقرب وقت، مؤكداً أن المصلحة ستواصل جهودها لتقديم أفضل خدمة ممكنة للمواطنين في قطاع غزة.
من جهته، أكد مدير عام المصلحة م. منذر شبلاق في كلمته عن مقدمي الخدمات في القطاع أن جهود العاملين في مرافق ومنشآت المياه سجلت نجاحات كبيرة رغم الظروف الصعبة في ظل الحصار والحروب في غزة.
وقال شبلاق إن طواقم المصلحة والبلديات عملت في الحروب والفيضانات والطوارئ بشكل مستمر في مختلف أنحاء القطاع في ظل نقص الإمكانيات، وسيواصلون عملهم حتى تنفيذ المشاريع الحالية والمستقبلية لإيصال خدمات المياه والصرف الصحي لكافة المواطنين.
وفي ختام الاحتفال، تم تقديم فقرة تراثية حول المياه وأهمية الحفاظ عليها، فيما تجول الحضور في مرافق محطة التحلية وتعرفوا على مراحل عملها وإنتاج المياه الصالحة للشرب من مياه البحر، كما تلقوا شرحاً حول الاستفادة من إنتاجها وخطط توسيعها.