رام الله: تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس، وبمشاركة رئيس الوزراء د. محمد اشتية أطلقت سلطة المياه اليوم أعمال المؤتمر العربي الرابع للمياه والذي من المقرر عقده في مدينة القاهرة في الفترة من 30 تشرين ثاني حتى الاول من كانون أول، ويأتي تحت شعار المياه من اجل الحياة والتنمية والسلام. إطلاق أعمال المؤتمر جاء من خلال تنظيم عرض فني يحمل شعار ماء الى حصان العرب، حيث يرمز الحصان العربي الاصيل الى الوطن العربي، وتكمن يتحدث عن ما تعانيه الأنهار العربية من الجفاف او من الحروب وغيره.
وفي كلمته أكد رئيس الوزراء على المؤتمر سيعمل على تدعيم وترسيخ اسم فلسطين كدولة عربية فاعلة وسيعمل على ابراز دورها الريادي في قيادة العمل العربي المشترك، فهو منصة هامة لحشد التأييد للقضية الفلسطينية ًحق الفلسطينيون في أرضهم ومقدراتهم التي ينهبها الاحتلال، لا سيما أن موعد انعقاد المؤتمر يتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف د. اشتية ان المؤتمر فرصة لدعم قضايا المياه في فلسطين، والنهوض بالقطاع المائي الفلسطيني، باعتبارها أحد أهم قضايا الصراع من جهة، ولحاجتها للدعم العربي والدولي في مواجهة التحديات الكبيرة التي تقف أمام قدرتها على إدارة مصادر المياه بشكل أمثل، والتي في مجملها سببها سياسات الاحتلال المائية التعسفية.
الوزير غنيم في كلمته أعلن عن إطلاق فعاليات المؤتمر العربي الرابع للمياه بعرض فني (أوبريت)، تم إعداده خصيصاً لتوجيه رسالة فنية للعالم بأدوات جديدة حول قضايا المياه العربية وأهميتها في التنمية المستدامة كون الفن الموجه قادر على التأثير في جميع قضايا المجتمع، لما يشكله من لغة عالمية مشتركة. وهو ما يفسر عنوان الأوبريت "ماء الى حصان العرب" فالماء للعرب لها رمزية ترتبط برمزية الحصان العربي، من حيث الأصالة والإباء والسيادة، فالخيل العربي كان وما زال يعني الجمال والعراقة والارتباط بالمكان، كما هي تماماً عيوننا وينابيعنا.كما يجسد الأوبريت الواقع المائي العربي بلغة جديدة تسرد قصة معاناة المواطن العربي مع المياه، وتبين سيطرة الاحتلال وسرقته لمصادرنا المائية، ويظهر بطريقة فنية معبّرة الأثر السلبي لندرة المياه في جميع مناحي الحياة عدا عن أهميته في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومطالبة العالم الحر بضرورة تحقيق العدالة المنشودة فيما يتعلق بالحقوق المائية العربية، والتعاون في مواجهة التحديات التي تواجه القطاع المائي.
أكد الوزير غنيم أن المؤتمر يعد حدثاً اقليمياً هاماً، لتسليط الضوء على الوضع المائي العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، من خلال استعراض الإنجازات الاستراتيجية التي استطعنا تحقيقها في قطاع المياه ، بالرغم من التحديات والعراقيل التي يواجها هذا القطاع والمتمثلة بشكل رئيسي في الاحتلال الاسرائيلي الذي كان وما زال يمثل التحدي الأول لعملية التطوير والبناء في فلسطين ، واستمراره في سلب الحقوق المائية العربية والفلسطينية والتي تنعكس سلباً على الحياة والتنمية والسلام.
وأشار م. غنيم على ان أهمية انعقاد هذا المؤتمر تأتي في ظل أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تعصِف في المنطقة العربية، فالتقارير الدولية تشير الى أن المنطقة العربية تحتوي على 18 دولة تعيش تحت خط الفقر المائي وحقيقة أن حوالي 60% من الموارد المائية العربية تأتي من خارج حدودها، بالاضافة الى ارتفاع وتيرة الطلب على المياه ومحدودية المصادر المائية وما تعانيه المنطقة العربية من جفاف، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون العربي المشترك واتخاذ التدابير اللازمة لتدارك جميع هذه التحديات الصعبة وانعكاساتها على المنطقة.
اوبريت ماء الى حصان العرب أدرج في ثناياه جملة من الرسائل لتوجه سمع وبصره العالم الى قضية المياه في المنطقة العربية، ومنها المياه أساس الحياة، المياه سبب للحرب او سبب للاستقرار،العمل العربي المشترك والفعال هو الضمانة الحقيقية في إيجاد السبيل والطرائق الكفيلة بحل مسألة المياه في الوطن العربي وصيانة وحماية مصادرها ، ومجالات الاستثمارات فيها توجيه كافة الموارد في مشاريع التنمية المستدامة وتحقيق أهداف العقد المائي وكذلك العمل على تطبيق القوانين الدولية للحقوق المالية في إدارة المياه المشتركة ، وتعزيز السيادة على المصادر المائية ، حيث ان اي تغيير على هذه المصادر يؤثر على الأمن القومي العربي.
ومن الجدير ذكره أن سلطة المياه من خلال تحضيراتها هدفت تحقيق الرؤية الفلسطينية العربية المشتركة، والمتمثلة بالنهوض بواقع قطاع المياه العربي والفلسطيني وتعزيز آليات التعاون والتكامل العربي بهدف تحسين مستوى خدمات المياه والصرف الصحي في الدول العربية بما يساهم في تحقيق الأمن المائي العربي، سواءً بما يتعلق في إدارة وتطوير مصادر المياه في ظل الندرة المائية، وقضايا المياه المشتركة والعابرة للحدود، تأثيرات التغير المناخي، إضافة الى التطوير المؤسسي، وغيرها من القضايا الهامة ذات العلاقة من خلال الاستفادة من الخبرات العربية وتوظيف المعرفة والتكنولوجيا الحديثة القادرة على رفع مستوى خدمات المياه والصرف الصحي في فلسطين والمنطقة العربية بهدف الخروج بتوصيات وحلول مستدامة تُجسّد التكامل العربي المائي في مواجهة هذه التحديات.