رام الله: افتتح رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم مع نائب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين
السيد توماس نيكلاسون اوبريت غنائي بعنوان "حبال المطر" . ويُعتبر هذا الأوبريت محاكاةً للواقع الفلسطيني من خلال سَرد قصة الفلسطيني والمياه ليُجسِّد سيطرة الاحتلال وسرقته لمصادرنا المائية، والوضع المائي الكارثي في غزة، وأثر المستوطنات غير الشرعية على حصة المواطن الفلسطيني من المياه، كما يُظهر بطريقة فنية مُعبِّرة أثر نقص المياه على جميع مجالات التنمية من زراعة وصناعة وغذاء.
وأشار م. غنيم في كلمته الافتتاحية انه من خلال هذا الاوبريت نعمل على ايصال رسائل هامة للعالم بأدوات جديدة أصبحت أكثر تأثيراً من الأدوات النمطية والشعارات الرنانة، فمن المؤكد أن الفن الموجّه هو أحد هذه الأدوات القادرة على طرح قضايا المجتمع السياسية والوطنية والإنسانية، فحبال المطر يُجسِّدُ الواقع المائي الفلسطيني بلُغةٍ جديدةٍ تنقل المعاناة اليومية للمواطن الفلسطيني في الحصول على المياه، ويطالب العالم بالعدل، وخصوصاً في مناسبة يوم المياه العالمي، والذي حددته الأمم المتحدة هذا العام لحقوق الإنسان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
مضيفاً ان الأمم المتحدة أقرّت أن الحق في الحصول على مياه شُرب كافية وآمنة، وخدمات صرف صحي مناسبة هي حق من حقوق الإنسان ولا بُد منه للتمتع التام بالحياة وبجميع حقوق الإنسان الأخرى. والجميع يَعي أن الاحتلال هو السبب الرئيسي وراءَ عدم قدرتنا كفلسطينيين باللّحاقِ برَكبِ العالم في تحقيق هذا الهدف، من خلال السياسات المائية التعسفية التي يفرضها علينا وعلى رأسها سيطرته على أكثر من 85% من مصادرنا المائية، ووقوفه عائقاً أمام تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج بحُججٍ واهية ومخالفة لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
مؤكداً انه على الرغم من كل ما يضعه الاحتلال الا أننا نواصل عملنا من خلال المشاريع والبرامج والتي شملت كافة محافظات الوطن، حيث تمكَّنا خلال الأعوام 2015 – 2018 من الإنتهاء من تنفيذ ما يزيد عن 121 مشروع رئيسي للمياه والصرف الصحي بتكلفة تقارب 264 مليون دولاراً، ونواصل كذلك العمل على تنفيذ أكثر من 53 مشروع استراتيجي بتكلفة تقديرية تقدر بحوالي 658 مليون دولار، مما انعكس ايجابياً على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في معظم محافظات الوطن، كما انه سيتم العمل وضمن خطتنا إستكمال تنفيذ 26 مشروع حيوي خلال 2019 بقيمة 80 مليون دولار.
مُشيراً الى ان ما تقوم به سلطة المياه لم يقتصر فقط على العمل على الارض بل أيضاً امتدّ على المستوى الدولي والإقليمي حيث عملت على توظيف كافة المنابر الإقليمية والدولية لخدمة قضيتنا والدفاع عن حقوقنا المائية، حيث قُمنا بنقل الصورة والمعاناة اليومية للعالم، وكان من أهمها نجاح مؤتمر المانحين في تأمين 565 مليون دولار أي ما يعادل أكثر من 80% من تكلفة برنامج تحلية المياه في غزة، والذي مكننا من الإنطلاق نحو الخطوات العملية على الأرض في تنفيذ هذا البرنامج الحيوي الكفيل في إنقاذ قطاع غزة من الكارثة البيئية المُحدقة به جرّاء تلوث 97% من مياه الخزان الجوفي.
وأضاف الوزير غنيم انه ولأهمية قطاع المياه ولان المياه تستوجب اهتمام ووعي كافة الفئات وجّهنا عملنا صوب الشباب، حيث اطلقت سلطة المياه مبادرة لجنة شباب قطاع المياه، والتي تهدف لادماج الشباب، ايماناً بقدرتهم على إحداث التغيير اللازم في المجتمع، وادخال التكنولوجيا والابتكار التعليمي في بناء قدراتهم، لبناء مستقبل القطاع بسواعدهم وعقولهم، وأطلقنا مؤخراً مسابقة تحدّي الابداع الأول للمياه في فلسطين بالتعاون مع الحكومة الهولندية والبنك الدولي، لنعطي الفرصة للرياديين والمبدعين لاطلاق العنان لابداعاتهم وتوظيفها في ايجاد حلول خلاقة في قطاع المياه.
كما كان لنا تعاونٌ مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي لإطلاق مسابقة التصوير الجارية، فالصورة لا يقف أمامها الحصار كما في غزة، ولا ممارسات الاحتلال وهي أداة فاعلة في حشد الرأي العام وكشف حقيقة الاحتلال للعالم، وخصوصاً في ظل تزايد تأثير قنوات التفاعل الاجتماعي من خلال الصورة والكلمة المختصرة.