قام ممثل الوكالة الفرنسية للتنمية مارتن بيرانت بمرافقة وفد فرنسي بزيارة محطة معالجة المياه العادمة في شمال غزة، لتفقد سير العمل في مكونات المحطة، خاصة بعد التحديات التشغيلية التي واجهتها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
واستعرض مدير وحدة إدارة المشاريع في سلطة المياه م. سعدي علي برنامج تشغيل المحطة والمرافق الخاصة بها، وجهود طواقم العمل للاستجابة للآثار الناتجة عن العدوان الأخير من جهة، وكذلك جهود تأمين استمرار تشغيلها لتأمين خدمات ملائمة للمواطنين.
كما تجول الوفد في محطة آبار الاسترجاع التي تستعد لانطلاقة المرحلة الأولى من مشروع الري الزراعي الذي سيزود خمسة آلاف دونم من الأراضي الزراعية في شمال شرق غزة بالمياه المستعادة اللازمة للري.
واختتمت الجولة بزيارة أحواض الصرف الصحي في بيت لاهيا، والتي تم توجيه كميات من المياه العادمة إليها بعد استهداف خطوط المجاري الناقلة إلى محطة المعالجة، وهو ما تهدد في حال استمرت الأزمة بوقوع كارثة إنسانية وبيئية خطيرة في المنطقة، إلا أنه تم إصلاح الخط وعودة المحطة إلى العمل تدريجياً بعد توقف.
وكانت محطة شمال غزة افتتحت قبل ثلاثة أعوام بقدرة استيعابية تصل إلى نحو 40 ألف كوب يومياً، وتخدم سكان شمال القطاع الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من 400 ألف نسمة، بهدف توفير خدمات صرف صحي ملائمة ومعالجة المجاري وترشحيها في الخزان الجوفي وفق المعايير الدولية.
وكانت سلطة المياه شرعت مطلع العام الجاري بتنفيذ برنامج توافر المياه والتكيف الزراعي مع التغيرات المناخية، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية وصندوق المناخ الأخضر ووكالة التنمية الإيرلندية، بقيمة تصل
إلى 45 مليون يورو، ويهدف إلى استخدام المياه المستعادة ضمن المشروع لري 15 ألف دونم من الأراضي الزراعية في شمال وشرق غزة.
ويمتد تنفيذ البرنامج أربعة أعوام، ويستفيد منه أكثر من أربعة آلاف مزارع وعامل، ويعزز دور الشباب والنساء في القطاع الزراعي، كما سيدعم التنوع في المحاصيل ويسهم في تحقيق الأمن المائي والغذائي في شمال قطاع غزة.