قام رئيس الوزراء د. محمد اشتية ووزير المياه المهندس مازن غنيم والقنصل الفرنسي العام بيير كوشنار ونائب ممثل الاتحاد الأوروبي توماس نيكولاس ورئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم بوضع حجر الأساس والإعلان رسمياً عن البدء بتنفيذ مشروع رابط المياه والطاقة في محافظتي طوباس وجنين، وهو الأول من نوعه في فلسطين الذي يعتمد على توليد الطاقة من طواحين الرياح بتمويل من الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي بقيمة مالية بلغت 18 مليون يورو بحضور محافظ محافظة جنين أكرم الرجوب ومحافظ محافظة طوباس يونس العاص ورئيس مجلس الخدمات المشترك لشمال غرب جنين نايف خمايسة ورئيس مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي في طوباس حسان المجلًي.
وتكمن اهمية المشروع في انه يعمل على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من 115 الف مواطن في منطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي- طوباس، ومنطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب لقرى غرب جنين، وبناء قدرات مجالس الخدمات المشتركة لمياه الشرب والصرف الصحي في طوباس وشمال غرب جنين، كخطوة نحو تحقيق غايات عملية الاصلاح بتقليل عدد مزودي الخدمات وانشاء مرافق المياه الاقليمية مستقبلاً.
رئيس الوزراء د.اشتيه وأضاف رئيس الوزراء: يأتي هذا المشروع الهام في طوباس، ليس لأنها بحاجة لهذا المشروع فقط، ولكن لأنها خط الدفاع الأول عن جبهتنا الشرقية، المطلة على الأغوار، هذا الامتداد والتواصل الجغرافي بما تمثله طوباس، التي تبلغ مساحتها 410 كم مربع، مع الاغوار كسلة خضار لفلسطين على مر التاريخ".
وتابع: هذا المشروع يأتي في صلب إستراتيجيتنا الرامية الى فك التدريجي للارتباط مع العلاقة الكولونيالية التي فرضها علينا واقع الاحتلال، وبناء اقتصاد قوي يمثل رافعة للسياسة، ويأتي في إطار خلق تنمية متوازية ومتوازنة بين مختلف المحافظات".
وأشار اشتية إلى أن اسرائيل تسرق ماءنا مثلما تسرق ارضنا، فالموازنة المائية في الضفة وقطاع غزة والتي تصل الى 800 مليون متر مكعب، تسرق منها اسرائيل 600 مليون متر مكعب، ويبقى لنا 120 مليون متر مكعب يبيعونها لنا، وبناء عليه سنذهب إلى الحصاد المائي، وأحث وادعو الجميع إلى حفر الآبار والتقاط الماء، ويكون في كل بيت خزان مياه".
واستدرك رئيس الوزراء: اطلعنا على احتياجات محافظة طوباس وسوف نلبيها، وهي قيد الدراسة بكامل تفاصيلها، وبناء عليه هذا المشروع عنوان الشراكة، لأننا نريد الاستثمار في البنية التحتية، والمؤسساتية، والأوروبيون والفرنسيون هم شركاؤنا نحو إنهاء الاحتلال، واقامة دولتنا المستقلة، وسنبقى أوفياء لأهلنا في الأغوار، وسنوفر لصمودهم كل ما نستطيع، وإحدى جلسات الحكومة القادمة ستكون في الغور".
المهندس غنيم في كلمته اوضح أن مشروع رابط المياه والطاقة يعتبر أول مشروع ريادي يربط بين قطاعي المياه والطاقة في فلسطين ويعد واحد من أضخم المشاريع وأهمها على مستوى الوطن، ليس بتقييم حجمه التمويلي الكبير والجهود المبذوله فيه بل وهو الأهم بتقييم حجم الحاجة الملحة له وأبعاده الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية على مجتمعنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والذي يعتبر أهم مؤشرات تصنيفها كمشاريع حيوية هامة. إلا أن ديمومة العديد من هذه المشاريع تتوقف على توفر المصادر اللازمة ومنها بشكل أساسي الطاقة المشغلة لتلك المشاريع، من هنا تكمن أهمية هذا المشروع ليس فقط لدوره في تحسين الخدمات المائية في هذه المنطقة، ولكن لرمزيته ومساهمته في تحسين الظروف البيئية اولاً واستغلال تقنيات الطاقة المتجددة في تشغيله ثانياً وهو الأهم، مشيرا الى ان هذا المشروع يشكل البداية المهمة في المشاريع المستقبلية المماثلة، وتوجيه الدعم باتجاه الاستثمار في المشاريع القائمة على استغلال الطاقة النظيفة. والربط بين قطاعي المياه والطاقة في فلسطين. حيث يشمل المشروع على انشاء نظام توليد للطاقة المتجددة باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستكون قادرة على تغطية 80% من احتياجات المشروع، كذلك تقليل الاعتماد على الجانب الاسرائيلي في توفير الكهرباء للمشاريع الحيوية الأمر الذي يأتي تحقيقا لتوجهات الحكومة الفلسطينية في ايجاد البدائل لتقليل الاعتماد على الجانب الإسرائيلي وتحقيق الاستقلالية في هذين القطاعين المهمين.
واضاف م. غنيم انه وبحسب دراسة الجدوى للمشروع سيتمكن من تحسين خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من 115 الف مواطن في منطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي- طوباس ومنطقة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب لقرى غرب جنين ويشمل المشروع ضمن مكوناته تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في منطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي- طوباس، والتي تخدم 50 ألف مواطن يقطنون في 7 تجمعات سكنية. كما سيعمل المشروع على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في منطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب لقرى غرب جنين والذي يخدم حوالي 65 ألف مواطن في 11 تجمعا سكنياً، بالاضافة الى بناء قدرات مجالس الخدمات المشتركة لمياه الشرب والصرف الصحي في طوباس وشمال غرب جنين.
مشيرا في حديثه الى انه ولتحقيق الاستدامة لكافة مكونات المشروع، كان لا بد من العمل على رفع قدرات مجالس الخدمات المشتركة، لادارة وتشغيل هذا المشروع الحيوي، الأمر الذي سيسهم تحقيق غايات عملية الإصلاح القطاع المياه التي تقودها سلطة المياه، وتحديدا تفعيل دور المجالس المشتركة، وصولا الى مرافق مياه إقليمية كفؤة ومستدامة.
واختتم رئيس سلطة المياه كلمته بالتأكيد على ان الإعتماد على المصادر البديلة هو توجه استراتيجي بالإتجاه الذي سيمكننا أن نكون قادرين على تقديم خدمات المياه للاجيال القادمة. فعند الحديث عن المصادر البديلة للمياه لا بد أن أؤكد أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل عن ثوابتنا الوطنية أو أي حق من حقوقنا المائية. فكما يتوجه العالم اليوم نحو المصادر البديلة للمياه، فهناك توجه أيضا للبحث عن مصادر الطاقة المتجددة كأمر حتمي لمواكبة تزايد طلب على تلك الموارد، وأصبح لا بد من تبني نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء لتوفير المتطلبات الأساسية لحياة الشعوب. وفي استجابة لهذا النهج فقد سعت سلطة المياه لوضع الخطط المستقبلية وتبني كافة المبادرات وتشجيع الأبحاث في هذا المجال.
وكان السيد بيير كوشارد القنصل الفرنسي في كلمته قد شكر الشركاء الفلسطينيين في هذا المشروع، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي بدأنا نشعر فيه بآثار تغير المناخ في فلسطين، من السعادة أن نرى هذا النوع من المشاريع والتي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. وأضاف بإن هذا المشروع مبادرة حاسمة من شأنها أن تسهم في إقرار حق الشعب الفلسطيني في المياه، مؤكداً على إلتزام فرنسا والاتحاد الأوروبي الدائم بتنفيذ إصلاحيات اليماه في فلسطين.
أما نائب ممثل الاتحاد الأوروبي توماس نيكولاس فقد اكد في كلمته عن سعادته بالإعلان عن هذا المشروع الريادي الذي سيساهم في توفير المياه من هلال استغلال الطاقة.مشيرا الى ان حجم المشاريع التي مولها الاتحاد الأوروبي في قطاع المياه خلال الأعوام الثلاث الأخيرة وصل الى اكثر من 100 مليون يورو، موضحا اننا هنا لندعم الحق فالمياه هي حق للفلسطينيين كالكرامة والحرية ونحن اخترنا ان نكون مع الحق واخترنا ان نكون مع الفلسطينيين في طريقهم الطويل حتى نصل الى دولة فلسطينية مستقلة.
ومن الجدير ذكره ان سلطة المياه وخلال النصف الأول من هذا العام قامت بافتتاح سلسلة من المشاريع الاستراتيجية في المحافظتين، منها مشروع تأهيل النظام المائي لمجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب في شمال غرب جنين، والممول من الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة مالية بلغت ?.5?10 مليون يورو، ومشروع محطة معالجة مسلية، والذي يعتبر مشروع نموذجي من حيث مواصفاته العالمية وانعكاساته الاستراتيجية، كما أن المشروع يعتبر نموذجا حيا على تطبيق إستراتيجية سلطة المياه المتمثلة في الاعتماد على الطاقة البديلة بإنشاء محطة كهروضوئية لتشغيل مكونات المشروع. وهو بتمويل من وكالة التنمية الفرنسية، بقيمة مالية بلغت. 5.5 مليون يورو. وكذلك بناء خزان مياه قرية برطعة الشرقية، والذي تم تنفيذه من الموازنة التطويرية لسلطة المياه بقيمة تزيد عن 400 ألف دولار، كما تم افتتاح مشروع تأهيل مشروع إنشاء شبكة توزيع مياه داخلية لبلدة عرابة والتي كانت قديمة ومهترئة وشبه مدمرة الأمر الذي ساهم في تقليل نسبة الفاقد في الشبكة وبالتالي تحسين الوضع المائي في البلدة، الى جانب مشروع شبكات مياه طوباس تياسير عقابا في جميع مراحله، المنقذ الرئيسي للسكان، حيث أصبحت المنطقة تنعم بكميات مياه آمنة، حيث استطاع المشروع تحسين خدمة التزود بالمياه من حيث الكمية والنوعية لحوالي 50 ألف مواطن في المنطقة، كما انعكس تنفيذ المشروع بشكل ايجابي على حصة الفرد من كميات مياه للاستخدام المنزلي في محافظة طوباس لتصل الى حوالي 60 لتر للفرد يوميا بعد أن كانت أقل من 30 لتر للفرد في اليوم.